من أنا

صورتي
لبناني الأصل مغترب في إيطاليا منذ أواخر سـنة 1989

الثلاثاء، 8 يوليو 2008

عند الأمسـية

دعاء عند الأمسـية
وحشـرجة متسـلل غريب...
ينبثق الوجوم
يرتسـم هلعا على التقاسـيم الأولى
وامتدادا لإرتقاب حزين...

على أعتاب الغابة العارية ...
إشـتد الفرار :

شـوق لعناق نظرات واهنة
وارتشـاف قبل عذبة
تختصر الوعود عند إقتراب الفراق.

من دون مراد
طالعته وجوه من هجروا

دون إختيار الأمسـية

من دون مراد

تلاقفته أطراف فرح مشـرذم
وهو عن كل ما حوله غريب.

أسـفل قدميه...
رمال غربته الموحشـة
صور إنكسـاراته الأخرى
ظلال تمتد ألى حدود عينيه
دون إحتراس
إعترت تفاصيله الأولى
وذرته فتاتا تائها
بين فواصله المشـرذمة حد إنتهاء.

كان يرسـم دما مبتورة وعصافير
للأرض يهديها لا تهاجر
وللشـمس أفقا لا يغيب
لألا ... تسـرقها الظلال
رفات السـير على الرمال

كان يدندن لحن العودة للصباحات
كان يرسـمها صورا من دماء
وغضب يمخر رمال ذريته
ينثر تمخض الشـوق فيها
إهتياجا ...
وصور إنتفاء...

عطشـا يرويها...
واحتقان

ليسـتولد الصخر منها
معفر الجبهة ...
صلب الأنتماء


في أحضان الغابة العارية...
إشـتد الخوف :

عاشـر إنبثاقا يرسـم حدودا مرة لإمارة حبه
صرخ كمن إنسـل للتو من رحم وارف ...
هلع لقاء االدنيا...
هلع حياته...
هلع حب إمرأته
تأبط ثناياها كأنما به
بحار عاد بعد طول غياب
واسـتمات في إحياء الصورة الأولى...

دعاء عند الأمسـية
وحشـرجة متسـلل على أعتاب الهاوية...
ينبثق الوجوم
يرتسـم جمودا على التقاسـيم الأخيرة ...
وامتدادا لسـكون حزين.

عند نهاية الغابة العارية ...
إشـتد التصلب :

لا شـوقه إسـتكان عند إحتضان من يحب
ولا عتبه إنتفى عند إطلالة العينين...
من دون مراد
هلع شـرذم كل مشـاعره
وهو عن كل ما حوله غريب...

يعود وكلما إرتده حنين...
كالموج يقتنص أشـواقا ورفات سـير على الرمال
بعد لم تسـرقها الظلال
يعانقها في إغترابه
لتحتقن في أوردته كالتجلي
وترسـم الإنكسـار...
أسـفل قدميه حدودا للمصير

دون إحتراس

تعبره خيالات قاتمة
تشـيد من رواسـبها...
صروحا مهشـمة...

وتذريه بين فواصل إنتماءه المشـرذمة
مجهول المصير

وحده في القريب منها
بعيدا كما لم يكن أبدا
بحث ملئ الفراغ من حوله
عن نسـائم الأمسـية
علها حملت بضعا من عبير
أو خيالا من بعيد...

وحده في البعيد عنها...
قريبا كما لم يكن أبدا

عانق سـنابل الذكرى
واسـتولد القبل العذبة
من أحضان التراب
وحده
تلى سـير الذاكرة الماثلة

ولاذ عند كل فاصلة بالبكاء
أمعن في النحيب
في دعائه أن يهاجر...
ولو ثنية

في إتجاه الرحيل...

آخر الأمسـية...
شـرّع أسـوار جسـده للعبور

ودون حشـرجة
وحده ...
أمعن في الإغتراب
.
.
....

فيرونا 1996

هناك تعليقان (2):

linda يقول...

صديقي

ماأصعب تلك اللحظات

جاءت على الجرح



يارب تكون بخير


تحياتي

Shather يقول...

كتاباتك تعكس الم الغربه
حتى في الحب المس حنينك للوطن

لا اعلم درجه احساسك بها ولا حتى مدى تاقلمك مع الوطن الجديد

لكن حتما تبقى هناك لوعه معلقه بالوطن الام


دمت بخير و هناء و دام وطنك