من أنا

صورتي
لبناني الأصل مغترب في إيطاليا منذ أواخر سـنة 1989

الأربعاء، 13 يونيو 2007

تحية وداع لنازك الملائكة

ترى ماذا علي أن أفعل؟
و صباحاتي أقل ضياءا
من ظلال عينيك

ماذا علي أن أفعل؟
و صور الحاضر لا تكاد تملأ فراغ الأسئلة
لا تكاد تكمل معنى للتوهج المرتجى
على أعتاب الخريف

ما زال الحزن سـيد المواقف
و بعد إحتمالكم يلغي عن صيغة الوجود
كنه الإمتـثال
ما زال الشوق فارس المرحلة
و صور الإحتضار في برد الغربة
تأكل كل اللوائح المعلّقة
والقصائد المرتدة عن زمن الحزن
تلغيها، تعلنها حالة منبوذة
في زمن الإنتظار

ترى الى متى اللإنتظار؟
ما دام إرتحالي قد إكتمل
و غدوت في الشاطئ الآخر
علامة للإستفهام
ما دمت في مكاني هذا
أكملت مرحلة التعريف الأخرى
وأرتديت معطفي ذو اللون الغربي
واعتمدت الوجهة الأخرى
معبدا للوقت الضائع
في غياهب الإنعدام

ترى إلى متى التصلّب؟
و صور امرأتي توقد الإحتقان
لتفجر الرعب المتكاثر في داخلي
حين أمعن في التسـاؤل عن معاني الحب ...
والمشاعر المبتورة الجذور
والرغبة المعاقة في اعتناق المرحلة
والتخلي عن الحزن المتراكم
في قحط المسـافات
واللولب الوهمي للحضارة اليائسـة
في زمن التضعضع السـادي
وإنعدام المادة الصلبة
في صور الإنتماء

ترى الى متى اليأس؟
وفرح الطريق المزين بنعوش الزهر
وألوان الصباح المتعددة في تكررها الرمادي
و تراوُح ضباب المرحلة لكثافته المعهودة
لا زالت أرواحكم مثلى للممات
ويدي تصارع اليأس في تصلّب المرحلة
وتراوح الزمن مدى الصور المعلّقة
على جدران الشوارع
والأوجه المشـككة في فعالية التضحية
أو رغبة الضحية بإدّثار الأرض
واعتناق الموت بعدا آخر للإنتماء ...

ترى إلى متى سـتـتهمني اللغة
بالزيف والفسـاد؟
إلى متى سـينهمر الكسـاد على أرضنا القحط
وتظلّ معالم الغربة رمزا للتواجد المفروض
واللوعة رمزا للرغبة المحرّمة

ترى إلى متى الرحيل؟
والطريق أضيق من قطرات دمي
إلى متى سـأحمل مرثيّة الطل؟
وأنسى الحاضر الوهمي
في غياهب تاريخ مترهّل
إلى متى سـأبكي غرناطة؟
وطروادة السـحرة؟

إلى متى سـأرتدي قناع الذلّ؟
لأسـتر تخاذل هاماتنا البدائية
إلى متى سـأعلن المسـيرة في مضيق المرأة؟
وأحارب الرغبة في لهيب الجنس
ثم أتخاذل كالموت المقنن

إلى متى سـأظلّ أرغب في السـرّ؟
وأفسـد هنيهات الفكر بإبتهالات خرافية
وأمارس في وحدتي كل السـرابات المخدّرة للحضارة
إلى متى سـأظلّ لاهيا عن كل الشؤون؟
تم أستفيق بعيد منتصف الليل
ملؤ كوابيس الواقع، وأخبار الموت المتعاظم
كغفلتنا عن امتداد الزمن الآسن حتى آخر مآقينا
فنجدنا مع جسـدك يحتضر كالشمس الأفول
دون أن نصغي الإنتباه لكلامك الودود
ورغبتك في إزالة الزيف عن تاريخنا الرثّ

أبكيك و كأنما أمي تموت للمرة الثانية
أبكيك و كأنما حريّتي تكمل اندثارها الأبدي
تحت أرتال القذارة المتعاظمة
عمق تاريخنا المهووس

أبكيك و دمي يأبى الرضوخ
عيناي عصيّة على البكاء
والآه تكتم كل النبرات الصوتية
وأكاد لا أعرف ممارسـة التنفس
في صلابة هذا المحيط الجوّي
المليء بالرتابة العربية
وبالصدى الوحشي لإنكسـاراتنا المتكررة
وإفتعالنا الدائم بالنفس
حتى غدونا دون إلمام بنعومة أطرافك

ها أنت تموتين ... لتحيا فينا الكآبة
و نتذكّر عدم إنهائنا للفرض اليومي
و عدم تحضيرنا لدرس القراءة
ها أنت تموتين ... لتحيا فينا آفة أخرى
فنمعن من جديد في التناسـي
نقرأ الماضي دون تفكير
ونحيا على هامش الدنيا دون اكتراث

ها أنت ترحلين ... لنغوص دون وجهك
في زحام الحرج، والموقف المتلبّك
أمام قصائدك الممتثلة كوهج الشـمس
كإعتراض قائم ضدّ كلّ ما يحيقنا من عجز
لتلفح غبار الترهّل عن تاريخنا المعاق
و تزيح عبؤ الفراغ عن كاهلنا
وامتناع الفصاحة عن معاني التعبير
و عن معايير انعدمت في تراخي الأزمنة
تحت سـتار العجز والتزييف

لا تتركيني معلقا على شوك السـنين
كالورق اليابس في خريف الحزن

لا تحرميني حبّك للبلاد
و بحثك عن تلك الرجولة المبتذلة في عقولنا

لا تحرميني رغبتك في الحب
والأغنيات الحالمة بإنتفاء الردة عن معالم حضارتنا

لا تتركيني تائها كالعصفور بلا شـجر
مع إندثار الحقول في زغب الصحراء

لا تجعليني أكذوبة أخرى
في أطلال تاريخ بني فوق السـحاب
أو هلال مصلوب
على أعقاب لا تصل أدنى
............................ من
................................ألف
.....................................عام
.........................................إلى
.............................................الوراء ...ـ

هناك 3 تعليقات:

... يقول...

هل هو نص لنازك الملائكة؟
لم أطالعه من قبل
ولكن سابقه: تنهار يحمل معنى جديد
شكراً للزيارة
وننتظر الجديد دوماً

طاهر خشاب / Taher Khachab يقول...

حلم أنا سـعيد بزيارتك
لا النص لي أنا. كتبته سـابقا حين كانت الشـاعرة في نزاعها ضدّ الموت. شـكرا مجددا للزيارة

Shaima'a Alkandari يقول...

كيف لي بان اعلق على هذه الابيات الجميله

تساؤلات كثيره تدور في الاذهان

كلمات فعلا جميله ولكن هذا واقعنا